تُعد القرنية المخروطية من أمراض العين التي تثير قلق الكثيرين نظرًا لتأثيرها المباشر على وضوح الرؤية وجودة الحياة. فهي حالة تقدمية تصيب القرنية، وتجعل سطحها الشفاف يفقد انتظامه الطبيعي، مما يؤدي إلى تشوش في النظر وصعوبة في أداء الأنشطة اليومية. ومع تطور الطب، ظهرت تقنيات متقدمة مثل علاج القرنية المخروطية بالليزر وأساليب أخرى حديثة ساعدت المرضى على الحد من تطور الحالة وتحسين الرؤية بشكل ملحوظ. وفي هذا المقال سنتناول بالتفصيل القرنية المخروطية وعلاجها، مع تسليط الضوء على مختلف الخيارات المتاحة لمساعدة المريض في الحفاظ على نظره.
ما هي القرنية المخروطية وعلاجها؟
القرنية المخروطية هي حالة تصيب العين عندما تفقد القرنية شكلها الكروي الطبيعي وتبدأ في البروز نحو الخارج لتأخذ هيئة مخروطية.
القرنية هي الجزء الشفاف الأمامي من العين، ودورها أساسي في حماية العين والمساعدة على تجميع الضوء وتركيزه من أجل الحصول على رؤية واضحة.
غالبًا ما يتم اكتشاف القرنية المخروطية في سن المراهقة أو بدايات الشباب، لكنها قد تبدأ أحيانًا منذ الطفولة.
وفي بعض الحالات، يتم تشخيصها متأخرًا عندما تكون الحالة في مراحلها الأولية أو المتوسطة. الجدير بالذكر أن التغيرات التي تصيب شكل القرنية عادة ما تتطور تدريجيًا عبر سنوات، لكنها قد تتسارع لدى صغار السن.
تؤثر القرنية المخروطية على النظر بطريقتين أساسيتين:
- مع تحول القرنية إلى شكل مخروطي غير منتظم، يصبح سطحها مشوهًا فيما يعرف بـ الاستجماتيزم غير المنتظم، وهي حالة لا يمكن للنظارات الطبية تصحيحها بشكل كامل.
- مع ازدياد بروز القرنية إلى الأمام، يزداد قصر النظر تدريجيًا، ما يستدعي تغيير النظارات بشكل متكرر.
ومع تقدم الطب، أصبح هناك عدة خيارات حديثة لـ علاج القرنية المخروطية، تتفاوت بين العدسات الخاصة، والتقنيات الضوئية، بما يساعد على تحسين الرؤية والحد من تطور المرض.
شكل القرنية المخروطية

يختلف شكل القرنية المخروطية عن الشكل الطبيعي للقرنية؛ ففي الوضع الطبيعي تكون القرنية مستديرة وذات سطح منتظم يساعد على انكسار الضوء بشكل صحيح داخل العين.
لكن في حالة القرنية المخروطية، تبدأ القرنية في الترقق تدريجيًا وتبرز إلى الأمام لتأخذ هيئة مخروطية غير منتظمة.
هذا التغير في الشكل يؤدي إلى سطح غير متساوٍ، مما يسبب انكسارًا مشوهًا للضوء ويؤثر مباشرة على وضوح الرؤية.
كلما زاد بروز القرنية إلى الأمام، زادت درجة تشوه النظر وظهرت الحاجة إلى تدخل علاجي للحد من تطور الحالة.
أعراض القرنية المخروطية وعلاجها
تشمل الأعراض الرئيسية للقرنية المخروطية ما يلي:
- تدهور تدريجي في الرؤية في إحدى العينين أو كلتيهما.
- ازدواج الرؤية عند النظر من عين واحدة فقط.
- رؤية هالات حول الأضواء الساطعة.
- حساسية للضوء
- تشوه تدريجي في الرؤية (قد تبدو الخطوط المستقيمة منحنية أو ملتوية، وتشوه شكل الأشياء)
أسباب القرنية المخروطية وعلاجها
لا يزال السبب الدقيق للقرنية المخروطية غير مفهوم بشكل كامل، لكن الأبحاث تشير إلى وجود عامل وراثي يجعلها أكثر شيوعًا لدى بعض العائلات، إضافة إلى ارتباطها ببعض الحالات الطبية.
قد وُجد أن القرنية المخروطية قد ترتبط بعدد من الأمراض أو الحالات الصحية، خصوصًا تلك التي تترافق مع التحسس المزمن وفرك العين المستمر، ومن أبرزها:
- التهاب الجلد التأتبي أو التحسسي.
- التهاب الأنف التحسسي.
- الربو.
- متلازمة داون.
- متلازمة إهلرز-دانلوس.
- تكون العظم الناقص.
- بعض الاضطرابات الخلقية التي تصيب العين مثل انعدام القزحية.
مع التقدم الطبي، أصبح علاج القرنية المخروطية متاحًا عبر عدة خيارات تشمل العدسات الطبية المتخصصة، إجراءات التثبيت الضوئي للقرنية (Cross-linking)، وفي بعض الحالات المتقدمة يمكن اللجوء إلى زراعة القرنية؛ لتحسين الرؤية وتقليل تطور المرض.
كيفية تشخيص القرنية المخروطية؟
يعتمد تشخيص القرنية المخروطية على مجموعة من الفحوصات التي يجريها طبيب العيون للتأكد من صحة القرنية وتحديد مدى تأثرها، ومن أبرز هذه الفحوصات:
- فحص الانكسار البصري: لقياس درجة قصر النظر أو اللاستجماتيزم الناتجة عن تغير شكل القرنية.
- قياس سماكة القرنية: باستخدام أجهزة دقيقة للتأكد من درجة ترققها.
- قياس تحدب القرنية: لمعرفة مدى انحنائها وبروزها إلى الأمام.
- تصوير القرنية (Topography): وهو من أهم الفحوصات، حيث يُظهر خريطة دقيقة لشكل القرنية ويحدد المناطق الأكثر تأثرًا بالمرض.
تساعد هذه الفحوصات على اكتشاف القرنية المخروطية وعلاجها في مراحلها المبكرة ومتابعة تطور الحالة بدقة لاختيار الخطة العلاجية الأنسب.
علاج القرنية المخروطية

هناك عدة طرق لعلاج القرنية المخروطية، وذلك حسب شدة الحالة. تشمل العلاجات النظارات الطبية، والعدسات اللاصقة، وشرائح الحلقات القابلة للزرع، وربط القرنية، وزراعة القرنية.
النظارات الطبية والعدسات اللاصقة لعلاج القرنية المخروطية
في المراحل المبكرة من المرض، يمكن تصحيح الرؤية باستخدام النظارات الطبية العادية أو العدسات اللاصقة اللينة.
مع تفاقم القرنية المخروطية، قد لا تُصحح النظارات الطبية رؤيتك بسبب شدة الاستجماتيزم غير المنتظم، وقد تحتاج إلى نوع خاص من العدسات اللاصقة الصلبة.

القرنية المخروطية وعلاجها بـ التثبيت الضوئي للقرنية
يُعتبر ربط القرنية أو التثبيت الضوئي للقرنية (Corneal Cross-Linking) من أحدث طرق علاج القرنية المخروطية وأكثرها فاعلية في إبطاء أو إيقاف تطور المرض.
يعتمد هذا الإجراء على استخدام الأشعة فوق البنفسجية (UV) مع قطرات تحتوي على مادة الريبوفلافين (فيتامين B2)، حيث يتم تقطير الدواء داخل العين لمدة تقارب 30 دقيقة، ثم تُعرّض القرنية للأشعة فوق البنفسجية لفترة مماثلة.
يتم الإجراء تحت تأثير التخدير الموضعي لضمان راحة المريض، ويهدف إلى تعزيز الروابط بين ألياف الكولاجين داخل القرنية، مما يزيد من صلابتها ويُساعد على تثبيت شكلها ومنعها من الانحدار إلى الأمام.
بذلك يُعد ربط القرنية خطوة أساسية في الحفاظ على النظر وتقليل الحاجة إلى التدخلات الجراحية الكبرى في المستقبل.
الحلقات القابلة للزرع لعلاج القرنية المخروطية
الحلقات هي أجهزة صغيرة يُدخلها جراح العيون في القرنية لتحسين الرؤية أو تسهيل تركيب العدسات اللاصقة.
يُجري الطبيب هذا الإجراء تحت تأثير التخدير الموضعي. بعد ذلك، يُنشئ الطبيب قنوات في القرنية ويُدخل الحلقات فيها. تُساعد هذه الحلقات على تسطيح القرنية وتصحيح الشكل المخروطي الذي تُسببه القرنية المخروطية جزئيًا.
زراعة القرنية لعلاج القرنية المخروطية
في المراحل المتقدمة من القرنية المخروطية، قد يلجأ الطبيب إلى خيار زراعة القرنية كحل علاجي فعّال. يقوم هذا الإجراء على استبدال القرنية المتضررة بنسيج سليم مأخوذ من متبرع بشري.
بعد العملية، يلاحظ معظم المرضى تحسنًا ملحوظًا في قدرتهم البصرية، إلا أن استقرار النظر بشكل كامل قد يستغرق فترة طويلة قد تمتد إلى عام أو أكثر.
وفي بعض الحالات، قد تظل الحاجة قائمة لاستخدام عدسات لاصقة طبية خاصة بعد الزراعة من أجل الوصول إلى أفضل مستوى من وضوح الرؤية.

ما هي الآثار الجانبية والمضاعفات لعلاج القرنية المخروطية؟
تشمل المضاعفات المحتملة لعملية ربط وتثبيت القرنية ما يلي:
- ألم أو تهيج في العين.
- جفاف العين.
- تفاقم حالة القرنية المخروطية.
- العدوى.
تشمل المضاعفات المحتملة لعملية زراعة الحلقات في القرنية ما يلي:
- العدوى.
- مشاكل في الوهج أو الهالات.
- ترقق القرنية.
تشمل المضاعفات المحتملة لعملية زراعة القرنية ما يلي:
- رفض القرنية المزروعة.
- العدوى.
- الجلوكوما.
ما العلاقة بين القرنية المخروطية والليزك؟
قد يتساءل البعض عن إمكانية علاج القرنية المخروطية بالليزك أو ما إذا كان هناك ارتباط بين الحالتين.
في الواقع، لا يُستخدم الليزك كخيار لعلاج القرنية المخروطية، وذلك لأن المرض يسبب درجات عالية من الاستجماتيزم تفوق ما يمكن تصحيحه بعملية الليزك.
ومع ذلك، ظهرت بعض البروتوكولات العلاجية الخاصة مثل بروتوكول أثينا، حيث يتم إجراء الليزك أو الليزر السطحي (PRK) ببصمة العين لإعادة تشكيل سطح القرنية بدرجة محدودة، ثم يُستكمل العلاج بعملية تثبيت القرنية (Cross-linking) لمنع تدهور الحالة. لكن يجدر بالذكر أن هذا البروتوكول نادر الاستخدام ولا يُطبق على نطاق واسع.
من ناحية أخرى، يعتقد البعض أن عمليات الليزك قد تكون سببًا للإصابة بالقرنية المخروطية، وهذا اعتقاد خاطئ. فمعظم الدراسات تؤكد أن القرنية المخروطية مرض ذو طبيعة وراثية أو متأثر بعوامل بيئية مثل فرك العين المزمن، وليس له علاقة مباشرة بالخضوع لجراحة الليزك.
أسئلة شائعة حول القرنية المخروطية وعلاجها
هل القرنية المخروطية خطيرة؟
يتكرر هذا السؤال كثيرًا بين المرضى: هل القرنية المخروطية خطيرة؟
الإجابة: نعم، يمكن أن تكون خطيرة إذا لم يتم علاجها مبكرًا، إذ يؤدي إهمال العلاج إلى تدهور الحالة تدريجيًا وزيادة حدة الأعراض، ومن أبرز المضاعفات المحتملة:
- ضعف النظر بشكل تدريجي.
- ازدواجية الرؤية حتى مع ارتداء النظارات الطبية.
- رؤية هالات حول الأضواء الساطعة.
- زيادة الحساسية للضوء.
- ضبابية وتشوش الرؤية.
- حدوث تغيرات مفاجئة في النظر.
وقد تصل هذه الأعراض إلى درجة تؤثر بشكل كبير على جودة حياة المريض. لذلك، من الضروري مراجعة طبيب العيون فور ظهور أعراض القرنية المخروطية، والبدء في العلاج المناسب دون تأخير.
هل القرنية المخروطية تسبب العمى؟
يتساءل الكثيرون: هل القرنية المخروطية تسبب العمى؟ الإجابة: لا، لا تؤدي القرنية المخروطية إلى العمى التام الذي لا يمكن استعادته، لكنها قد تسبب تدهورًا شديدًا في الرؤية إذا لم تُعالج. ولحسن الحظ، تتوفر طرق علاج فعّالة تساعد على تثبيت القرنية وتحسين النظر.
كيف يرى مريض القرنية المخروطية؟
الإجابة على سؤال: كيف يرى مريض القرنية المخروطية؟ تعتمد على مرحلة تطور المرض. غالبًا ما يعاني المريض من:
- رؤية ضبابية أو غير واضحة.
- تشوه في الأشكال وتشتت في الصورة المرئية.
- رؤية أضواء ساطعة محاطة بتوهج أو هالات.
كلما تقدمت الحالة، زادت صعوبة الرؤية بوضوح، وهو ما يستدعي التدخل العلاجي للحفاظ على نظر المريض.
هل يمكن الشفاء من القرنية المخروطية؟
نعم، يمكن علاج القرنية المخروطية والسيطرة عليها بفضل تعدد الخيارات العلاجية المتاحة حاليًا.
تختلف طرق العلاج بحسب مرحلة المرض وحدته، فقد يكتفي الطبيب في المراحل المبكرة باستخدام النظارات الطبية أو العدسات اللاصقة الخاصة لتحسين الرؤية، بينما في الحالات المتقدمة قد يُوصى بإجراءات أكثر تخصصًا مثل تثبيت القرنية (Cross-linking)، أو زراعة الحلقات داخل القرنية، أو حتى زراعة القرنية عند الضرورة.
الهدف من هذه العلاجات هو إيقاف تطور المرض وتحسين الرؤية قدر الإمكان.
ليزك برو الأفضل في متابعة القرنية المخروطية وعلاجها
يُعد ليزك برو الأفضل لمتابعة وعلاج القرنية المخروطية. حيث يوفر أحدث الأجهزة والتقنيات المتقدمة لإعادة تقييم القرنية بدقة عالية وتحسين الرؤية.
يُقدم الدكتور أحمد يونس في ليزك برو بروتوكولات علاجية متكاملة تشمل الليزر وإجراءات تثبيت القرنية، ما يساعد على الحد من تطور الحالة والحفاظ على استقرار النظر.
بفضل خبرة فريق الأطباء والمعدات الحديثة، يُعد ليزك برو الخيار الأمثل للمرضى الذين يسعون لمتابعة حالتهم والحصول على أفضل نتائج في علاج القرنية المخروطية.
لا تنتظر، احصل على استشارة متخصصة اليوم وابدأ رحلة علاج القرنية المخروطية مع أفضل فريق طبي في ليزك برو.
المصادر: